" المعاملة بنقيض القصد الفاسد " كتبه: أ.د. أحمد الرضيمان أستاذ العقيدة بجام
من القواعد المقررة، والوقائع المتكررة، أن من كان قصده ومراده فاسداً فإنه يعاقب بنقيض قصده، وعلى هذه القاعدة شواهد من الكتاب والسنة ومن ذلك ما يلي: 1- أن قوماً كان لهم بستان وفيه ثمر، فأصابهم الطمع، فبيَّتوا النية السيئة، في الذهاب صباحاً إلى جنتهم (بستانهم) لأخذ الثمرة كاملةً، قبل أن يأتي المساكين الذين قد يشاركونهم بأكل شيء منها يسد حاجتهم وجوعتهم. ولما كان هذا تبييتٌ لنيةٍ فاسدة، يريد منها أصحاب البستان منع إيتاء المساكين من رزق الله، مخالفين قول الله تعالى (وآتوهم من مال اللَّه الذي آتاكم) كان جزاؤهم أن عوقبوا بنقيض قصدهم، إذ جاؤوها صباحا فإذا هي كالصريم، سوداء كالليل المظلم، لم يبق لهم فيها شيء، وذلك بسبب نيتهم السيئة، وقد ذكر الله هذه القصة في سورة القلم فقال تعالى (إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين (17) ولا يستثنون (18) فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون (19) فأصبحت كالصريم (20) فتنادوا مصبحين (21) أن اغدوا على حَرثكم إن كنتم صارمين (22) فانطلقوا وهم يتخافتون (23) أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين (24) وغدوا على حرد قادرين (25) فلما رأوها قالوا إنا لضالون